حبيبتى عيون
--------------------------------------------------------------------------------
سألتها ما أسمك ياصغيرتى الحسناء السمراء .
كان سؤال يحمل مضمونا فلسفي غامض أدركته الطفلة البريئة.
سؤال يبحث عن شئ يقفز فوق الأسماء البالية ..يعيش بعيدا عنها يحلق في سماء ترقى وتسمى عن سماء قواميس الأسماء البالية والتقليدية والخافتة.
ربما لو كانت بسمة فستكون الابتسامة الحلوة عنوانها.
أو وردة فتكون الورود والزهور شعارها..
أو أميرة فتكون أميرة لمملكة البراة والطفولة العذبة ولكن تلك الحسناء الصغيرة المتواضعة اكتفة بالعيون.
أكتفت بأن تسمى نفسها عيون.. عيون الطهارة والنبل.
عيون الجمال والحنان والصدق والسعادة
كانت أجابتها إجابة تنطق وتتكلم لغة أخرى..لغة يفهمها الموقنين لمعاني العيون ولغتها العالمية الموحدة ..هؤلاء الذين يملكون أحساس مرهف وسمع يجس ويلتمس المشاعر والمعاني الخفية في جذور اللغة .
وعندما نطقت طفلتي كانت تتفوه وفق هذا المنطق.
أجابتني وهى تحرك عيونها الصغيرة الجميلة ترفعها وترفع عن دعجها ستار مسرحها ..فظهرت أمامي لوحات ولوحات ..رئيت صور وعرفت حقائق وشعرت بعيون العالم تنهمر وتنفتح أمامي حب وصفاء ونقاء وطهارة ..رأيت عيون رقتها وعفتها وحسنها وبهائها البرئ ..رأيت عيون الشرقيات المترعة بالاحجيا والطلاسم تنهمرأمامى .رأيت عيون جندلت الهامات رأيت الكثير والكثير في مقلتي حبيبتي الطفلة الحسناء الوديعة عيون ..