admin Admin
عدد المساهمات : 2245 نقاط : 4031 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 الموقع : تنمية مهارات العمل الاعلامى
| موضوع: محمد سلماوي و الجن و الأزهر الأحد 19 يوليو 2009 - 2:05 | |
| محمد سلماوي و الجن و الأزهر ! زمان وأنا طفل كنت أذهب لقضاء العطلة الصيفية في الريف لأركب الحمار وألعب مع أقربائي. وما أن نمر على الترعة القريبة من فيلا دسوقى باشا أباظة (والد الأديب الراحل ثروت أباظة) حتى نشاهد حركة غريبة لرجل بجوار المصلية يتوضأ (عم أبو صبيح). فيصيح الأطفال على مسمع منه "ده متجوز جنية في البحر وبتعرف الغيب!) فيطل علينا ويقول "إمشي ياد، جاك جنية لما تلبسك انت وهو." وعلى الفور نصرخ من الرعب ونهرول إلى بيوتنا.
وترسخ في ذهني وفي ذهن كثير من أطفال القرية أن الجنية بتقول لأبو صبيح كل شيئ بيحصل في العالم السفلي والعالم العلوي وإنه لما يغطس في الترعة بيقابلها تحت المية. ولم يكن غريبا أن تذهب نسوة القرية لــ "زوج الجنية" يسألنه كل واحدة إذا كانت بنتها حتتجوز ولا حتبور!
الحديث عن الجن جذاب وقد يصحبه مشاعر مختلطة أغلبها مخيف ، فهناك من يعشق قصص الجن والعفاريت مثل "أبو رجل مسلوخة" و"أم أربعة واربعين" أو "أم أويئ." وهي قصص غريبة يحكوها للأطفال في مصر حتى الأن، وقرأت عنها في كتاب أهداني اياه صديق صحفي كان في زيارة إلى واشنطن والكتاب حقيقي كله خزعبلات عن الجن ومن يقرأه ويصدق ما فيه يكون قد أنزلق إلى الشرك. وهذا يأخذنا إلى مقال أستاذنا الكبير محمد سلماوي.
قبل يومين اتصل بي صديق في واشنطن يبلغني أن "محمد سلماوي كاتب مقال عن الجن والعفاريت في المصري ( عدد الجمعة 23 يونيو 2006)" ، فذهبت فورا على الانترنت لأقرأه، خاصة وأني من أشد المعجبين به وبكتاباته ومواقفه.
المقال بعنوان "هل يعرف الجن الغيب؟!" وطبعا ظني طلع فشوش لأني كنت فاكر إن المقال به حكايات مسلية على نمط تحقيقات مجلة "روزاليوسف" عن الخزعبلات التي يعتقد فيها الناس عن الجن والعفاريت والزار ومولد الشيخ جميز بجوار كُتاب الأبلة حبظلم، أي ما تكتب عنه صحف الغرب لتسلية القارئ ببعض النوادر عما يعتقد به مصريون بسطاء.
وجدت مقالا لهجته تسخر من منهج الأزهر وبه نقد لاذع لـ أسئلة امتحانات الإعدادية والثانوية الأزهرية وللأسف المقال اختزل منهج الأزهر (لتدريس علوم الدين) في شوية جن وعفاريت!
وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا التعليق بمجرد أن قرأت المقال.
الاستاذ سلماوي يقول إن جريدة "الجمهورية" نشرت تحقيقا من داخل لجان امتحانات الشهادات الأزهرية بـ الجيزة ، قالت فيه إن أسئلة الامتحانات "اشتملت علي ما أتصور أنه من أهم أركان الإسلام طالما أن الأزهر يدرسه لطلبته ويسألهم عنه في الامتحان فإذا عرفوه نجحوا وإذا لم يعرفوه رسبوا، فهؤلاء الطلبة هم رجال الدين الجدد في القرن الـ 21 بعد أن نتخلص من هؤلاء الشيوخ الذين غاب عنهم صحيح الدين فحولوه إلي مجموعة من الخزعبلات.. ذلك الدين العظيم الذي حرر العبيد وأرسي تعاليم العدالة والمساواة بين جميع البشر قبل قرون من أيديولوجيات العصر الحديث، والذي فجر ملكات الإبداع لدي من آمنوا به فخلق حضارة أثرت الإنسانية جمعاء وساهمت في نهضة أوروبا نفسها."
لا أشك في أن الأستاذ سلماوي يعرف أن الأيمان بالغيب أمر مهم جدا من أمور الدين الإسلامي وهذا يقودنا إلى السؤال الذي تبحث عن إجابته ووضعته عنوانا لمقالك وتهكمت عليه في نهاية المقال (طبعا العنوان يحمل تهكما واضحا والدليل أنك وضعت علامة تعجب عقب علامة الاستفهام).
الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم في سورة سبأ الأية الرابعة عشرة: "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ."
طبيعي يا استاذ سلماوي أن تجيب هذه الأية عن سؤالك (ولو أنني متأكد أنك تعرف الإجابة) وكان سبب نزولها مهم للغاية في فترة توهم الناس فيها أن الجن يعلمون الغيب فنسوا العبادة.
في الأية الكريمة يذكر الله تعالى كيفية موت رسوله الكريم سُلَيْمَان عليه السلام وكيف عمى الله موته على الجان الْمُسَخَّرِينَ له في الأعمال الشاقة، فظل سُلَيْمَان متوكئا على عصاه وهي منسأَته، كما قال ابن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وغيرهما، مدة طويلة نحوا من سنة فلما أكلتها دابة الأرض التي تتغذى على الخشب (وهي الأرضة) ضعفت وسقط سيدنا سليمان على الأرض وَعُلِمَ أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة فتبينت الجن والْإِنْس أيضا أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون وَيُوهِمُونَ النَاس، وَأَيْقَنَ النَّاس عند ذلك أَنَّ الْجِنّ كانوا يكذبونهم ولو أنهم يَطَّلِعُونَ على الغيب لَعَلِمُوا بموت سليمان ولم يلبثوا في العذاب سنة يَعْمَلُونَ لَه.
وبالتالي ليس عيبا أو جهلا أو تخلفا عن الركب أن يدرس طلبة الأزهر (بل وكل مسلم) إن كان الجن يعلمون الغيب أم لا وما قاله رب العزة عن هذه المخلوقات. ولهذا فوجود هذا السؤال في امتحانات طلبة الأزهر (إعدادي أو ثانوي) ليس عيبا ولا يجب أن يكون مصدرا للتهكم.
المسلم يجب أن يؤمن إيمانا تاما بأن الله وحده هو الذي يعلم الغيب والتأكيد على ذلك موجود في عدد من سور القرآن العظيم منها على سبيل المثال لا الحصر سورة النمل الأية الخامسة والستين التي يقول فيها سبحانه وتعالى:
"قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ."
وإذا شك المسلم للحظة أن هناك من يعلم الغيب إلا الله يكون بذك انزلق إلى الشرك وإن الشرك لظلم عظيم. إذن في اعتقادي أن سؤال الامتحان عن الجن مهم. وفي ظني أن دور الأزهريين عليهم عبء مهم في مجتمعنا خاصة مع زيادة عدد من يترددون (في القرن الـ 21) على المشعوذين والسحرة والمنجمين بحثا عن حجاب أو غيره ينجيهم من الجن والعفاريت، أو من يعقد جلسات (بحضور شخصيات بارزة في المجتمع كما ذكرت إحدى المجلات) لتحضير الجن سعيا لمعرفة المستقبل أوإن كان هذا سيصبح وزيرا أو سيظل في الوزارة ظنا منه أن الجن يعلمون الغيب!
ولهذا اعتقد يا استاذ سلماوي أن الحديث عن الجن في منهج الأزهر (وهو لا يزيد عن ست صفحات تقريبا وليس المنهج كله كما تريد أن تصور للقارئ) أمر بالغ الأهمية لتأهيل الأزهري حتى يوضح للعامة صحيح الدين في المجتمع الذي نعيش فيه.
وفي القرآن الكريم سورة كاملة اسمها "سورة الجن" وهي تؤكد على أن الله وحده يعلم الغيب وأيضا تنهى عن أشياء تنزلق بفاعلها إلى الشرك منها ما هو منتشر في بلاد المسلمين وخاصة في بر مصر المحروسة حاليا بل ويؤمن بها بعض من الصحفيين واعطيك مثالا. الأية في سورة الجن تقول "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا." أي لا تعبدوا فيها غير الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك هناك من يتدفق على السيدة زينب والسيدة نفيسة والحسين يسألونهم النجاح أو الشفاء أو ما إلى ذلك من أمور لا يجب أن تطلب إلا من الله عز وجل. وأذكر أن صحفية كانت مضطهدة في إحدى الصحف فقالت ونحن جلوس معها أنها ستذهب إلى السيدة زينب لكي "أكنسها على رئيس التحرير!" ولا أدري إن كانت جادة أم تمزح.
أستاذ سلماوي يقول: "لقد أراد واضعو أسئلة امتحانات الشهادات الأزهرية، فيما يبدو أن يبدأ أبناؤنا، بحث هذه الأمور من الآن حتي إذا كبروا وصاروا شيوخا أو أئمة مساجد أو رجال دين أن يحدثونا عن خصائص الجن والعفاريت وهل يعلمون الغيب أم لا، ثم إذا سافروا بعد ذلك إلي الخارج وسألهم الناس عن الإسلام أن يحدثوهم عما درسه لهم الأزهر من أدق التفاصيل حول خصائص الجن والعفاريت وقدراتهم المختلفة."
أرى مبالغة كبيرة جدا وتضخيما للأمور من جانبك. وكأنك تقول إن منهج كلية الإعلام على سبيل المثال ليس إلا هذا المثل "لو كلب عض شخص، فهذا ليس خبرا. ولكن الخبر الحقيقي هو لو إن شخص عض كلب!" وبعدها يتخرج الطالب ويصبح صحفيا تمام التمام! أو أنك عندما كنت تدرس الترجمة في كلية العلوم السياسية في أواخر الستينات، تختزل فن الترجمة في مجرد حفظ قاموس إلياس العصري!
الأزهري عندما يأتي إلى أمريكا في شهر رمضان تجد المسجد مكتظا للإستماع منه إلى صحيح الدين وتفسير آيات القرآن العظيم وقبس من هدي النبوة وفقه العبادات باسلوب ممتع وبطريقة سهلة وبسيطة تنفع المغتربين في دنياهم وآخرتهم وخصوصا في التعامل مع الآخر.
ثم لا أشك في أنك قرأت بعضا مما يكتب في صحف عالمية عن سطوة الأصوليين المسيحيين في أمريكا ولعبة ادعاء معرفة الغيب للضحك على السياسيين وتأثرهم بمسألة الحرب بين الخير والشر للقضاء على الشر (المقصود منطقتنا العربية والإسلامية) حتى يعود المسيح المنتظر في فلسطين وكيف أن الرئيس بوش نفسه يعتقد في ذلك بل ويعمل في هذا الاتجاه!
وطبعا ذروة الاعتقاد في هذه الخزعبلات هو قرب حلول عام جديد عندما تفرد الصحف العالمية صفحات تتحدث فيها عن "تنبؤات" نوستراداموس وغيره من المنجمين والمشعوذين الذين يدعون أنهم على اتصال بالجان لمعرفة الغيب! ، والصحف العربية مليئة بكثير من هذه الخزعبلات، بل وتنشر مقابلات مع منجمين عرب وقراء كف وأم سحلول اللي على اتصال بالجن الأزرق.
واقسم أني في ديسمبر الماضي كنت في زيارة صديقة إعلامية مشهورة في مصر ، بعد أن شربنا القهوة في مكتبها نادت على زميلة أخرى تقلب لها الفنجان وتقرأه! لاحظ أيضا أن هناك الكثير من الغلابة والبسطاء يعتقدون في ذلك.
ع الماشي: واحد جن أحول جاي يلبس في رجل واقف ع الناصية فلبس في العمود [right] | |
|
محمد السيد عمار
عدد المساهمات : 181 نقاط : 292 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| موضوع: رد: محمد سلماوي و الجن و الأزهر الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 9:58 | |
| انا لا اعتقد فى هذا الكلام كلهم نصابين | |
|
محمد السيد عمار
عدد المساهمات : 181 نقاط : 292 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| موضوع: رد: محمد سلماوي و الجن و الأزهر الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 10:22 | |
| | |
|