[right]
مــن شباك الميكروباص . ترى العيون الكثير والكثير . تمر السيارات الفارهه
وسيارات البضائع ,وغيرها من السيارات . أرى الاشجار جميله وأحينآ حزينه
باكيه خريف دخان السيارات . أفقت من تأملى على صوت سائق الميكروباص
عندما أختلف مع أحد الركاب على الاجره , فلم يعجبنى مادار بينهم من حوار
سئ .فأمرت السائق بالوقوف . ثم نزلت , ليتنى لم أنزل ولم أراه . حطم قلبى
أمام برائته . ليتنى أقدر على أحتوائه وأحتضانه طيلة عمرى .
وجدته:- طفل غايه فى الرقه والشقاء . يلبس تشرت هالك وبنطلون يشتكى
من الأعياء . لم أقدر أميز لونهما من كثرة الشحم والزت على ملابسه
وأهــــآ من وجهه ياساده . يذبح القلوب الحجريه بغير سكين . هذا الوجه
يقول الكثير عينه مليئه بالحزن لايقدر هو على تفسيره أوالكلام عنه
لكن يعيش بداخله يتألم فى صمت . سراخه صمته يسمع الجنين فى بطن أمه
تقدمت اليه شيآ فشيآ . خطواتى حزينه متلهفه متردده . مشاعر متضاربه
تقدمت منه . أزيك يا حبيبى
( عمــــــــــــر ) أهلا يا أبله - حضرتك عيزه حاجه معاكى عربيتك أنفخلك الكوتش
ولا أغيرلك العجل .
قلــت:- لاياعمر ممعيش عربيه
(عمــــــــر) عرفتى أسمى الزيا يا أبله
قلت:- عرفت أسمك والاسطى بيناديلك ,وأنا فى ذهاب وأياب الموصلات
( عمـــــــر ) معلش يا أبله الاسطى لو شفن واقف أتكلم وسايب
الشغل هيضربنى الله يخليكى .
قلت:- متخفش يا عمر أنا هستأذن لك منه . عشان أتكلم معاك شويه
تقدمت ناحية الاسطى . السلام عليكم
الأسطى:- السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته . وهو ينظر فى أستغراب ودهشة
المتسائل . خير يا مدام تأمرى بأى حاجه
قلت:- نعم أطلب منك معروف تصنعه لى .عيزه أتكلم مع عمر شويه لوسمحت.
الأسطى :- بلهجة أولاد البلد . ليه يامدام انتى تعرفيه منين
قلت :- عاد ياأسطى دى زى أبنى وحبه أتكلم معاه شويه أرجوك توافأ
الاسطى :- أتفضلى يامدام بس متأخرهوش ألا دى ساعة شغل
قلت :- شكرا لك دى شهامة ولاد البلد . ثم رجعت لعمر وجدته مرتعد يتصبب
عرقا . خائفآ مذعورا . أحتضنته كأنه أحد أولادى فارقته ثم رجعى لى . أهدأ
أحذته من يده وعدينا الطريق المقابل للورشة الكوتش الذى يعمل فيها
وجلسنا فى كفتريا . طلبت من الجرسون بعض السندوتشات وعصائر
وطلبت من عمر أن يغسل يديه ووجهه من الزيت والشحم . حتى يأكل ويشرب
( عمـــــر ) ينظر الى وفى عينه نظرة لوم على عدم تفهمى وخجل من طلبى
قلت:- مالك يا عمر
( عمـــــــر ) مأدرش أغسل أيدى ألا أخر النها أما أخلص شغل الورشه , وبعدين
باغسلها الاول بجاز أو تنر عشان أزيل الشحوم والزيت وبعدين بماء وصابون
وبتؤليلى أغسل أيدى
قلت وبتأكل الزاى بأديك كده .
( عمـــر ) سعات أمسك الأكل بورقه وسعات أكول بأدى كده . سبيها على الله
قلت :- كنت بتروح المدرسه
( عمــــــر ) كنت بروح وسبتها وأنا فى رابعه أبتدائى . عشان أساعد أبويه فى
الشغل ومصاريف البيت : لأن أبويه بيشتغل على دراعه . سعات يشل طوب
ورمل وأسمنت ,وسعات شيل على عربيه نقل . حسب ما يلاقى شغل
وأمى بتشتغل فى البيوت . وليه ثلاث أخوات أثنان بنات وولد , وأنا الكبير
قلت:- منفسكش تكمل تعليمك .
( عمر ) مليش طموح فى التعليم . بس كان نفى أوى أخد شهاده متوسطه
عشان مبأش جاهل أدام الناس . بس الحمد لله أنى بعرف أقرأ وأكتب جيدا
الجرسون:- جاء بالطلاباتووضعها على المندضه
قلت :- يله ياسى عمر نأكل عشان يبقى عيش وملح . يهز رأسهه موافقا فى
خجل وعزة نفس لم أرا مثلهما فى حياتى قط . ومد يده الى الطعام بعد
محيله . وف أسناء تناولنا الطعام . قلته أنا زى ماما ويشرفنى يكون عندى أبن
زيك . دا لو قبلت طبعا . ثم أدار وجهه المشرق الحزين نحوى ز ثم أبتسم
أبتسامه . تحى الزهور قبل ربيعها . مــــا أسعدنى بهذه الابتسامه
لكن لم تدم فرحتى بأبتسامته كثيرا . حتى سقط نظرى على حذائه
المتهالك . فأبعدت نظرى بسرعه . حتى لاأسبب له حز على حزنه يكفيه
يكفيه ما هو فيه . وذهبت أتأمل الطريق والورشه أمامى ,وقلبى يشتعل حرقة
عليه ,و على برائته السارخه فى صمت . وأحلى أيام طفولته البريئه تسرق
فالعمل وهو فهذا السن الصغير . وتخيلت وهو ينظر لرفقاء سنه كيف يلعبون
ويمرحون ,و يذهبون الى النواد والمتنزهات العامه مع أبائهم . ثم فرغ من الطعام
( عمــــــر ) داعيا حامد ربه على نعمته . فرئيته فى هذه اللحظه
أجمل أحباب الله
قلت :- ليه متكملش وتأخذ شهاده المتوسه الا أنته عيزها عن طريق
فصول محو الاميه
( عمــــــــر ) أزاى يا أبله وأنا بروح أنام سطيحه من عناء العمل الشاق
فى الورشه
سألته:- بتأخذ كام
(عمــــــر ) أربعين جنيهنا فى الاسبوع
قلت:- يعملوا أيه مع الاسعار الغاليه ياعمر
( عمــــر) مع الاحتياج بيعملوا كتير . على نقود عمل أبى وعمل أمى
بيسدوا جوع اخواتى ومدرسهم أهم سترنا . ممكن أسيب حضرتك وأمشى
ياأبله عشان عملى ,وشكرنى . وحال لسانه يقول . هى أتفرجت عليه
ووستنى . هوه ده الا هى عيزاه . تمشى لحالها وتسبنى لقدرى الناس
الناس المرتحين يهمه أيه فى الا زى
قلت:- خذ دى رقم تلفونى وأسمى باكامل وعنوانى . ممكن تدنى عنوانك
عيزه أزور ولدتك . وأتعرف عليه مشيمكن نبقى أنا وهى صحاب . دا أذا سمحتلى
( عمـــــر ) مبتسم بأشراق . تحت أمرك تشرفنا فى أى وقت . دا عنونا
أبتسمت :- وأحتضنته وقبلته . هتوحشنى ياعمر وودعنى . كنت فى غاية
السعاده . لأنى قدرت أن أنتز الابتسامه من بين شفتيه وقلبه الحزين ولو
لعدة دقائق
فكرتك- أن أعطيه نقود ولكن خفت أن تيبب له حزن . فقلت لى نفسى مره
تانيه وأنا بزوره
ولكن ماذادنى دهشه . صبره على ما هو فيه
وعزت نفسه وكبريائه وهو فى أشد الحاجه
ذبحنى . بكل ماتقوله عيناه ز بصمت كلاماته البسيطه المختسره الســارخه
كل عمره وألمه ,وابتسامته أحيننا
ذهبتك- الى الاسطى ووجهت له الشكر. وصيته عليه أن يعامله معامله حسنه
الا يهينه , أو يجرح كرامته بكلمه تهين كرامته . ومتحملهوش أكثر من طاقته
أرجوكك يا أسطى .
الاسطى :- حاضر يامدام . وأهلا بيكى فى أى وقت
قررت :- لزيارة صديقتى الاكنت ريحلها فى بادأ الامر وركبت ميكروباص
لرجوعى الى المنزل . وأنا شارده ,وأقول لنفسى فليعرف أبنائى وأبناء
غيرى كم هم يسعدون براحة وسعاده غير عابئين أى مسؤليه فى هذا
السن الصغير . أنا لست مع عمل الشباب فى الأجازات الصيفيه
وابنائى الكبار يعملون ف الاجازه . لكن حديث السن لالالا وألف لا
أه ياعمر كم ألمتنى وعلمتنى الحمد والشكر لله أكثر . لن أنسك
يا حبيب قلب ماما . نعم هو من الان أبنى .
وسأزور أمه وأخواته كثيرا كما وعدته . لن أتخلى عنه . ولا عن أى حاله
مثله
دخلت بيتى :- أحد أبنائى أنتى جيتى ياماما. أجبته سرحانه فى عمر
أيوه جيـــــــــت يا عمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر