لماذا الخطوة بطيئة وثقيلة ومهمومة لا تحرك ساكنا ولا تسكن في هدوء لتتأمل ما هي فيه حتي تنطلق إلي آفاق أرحب لتصنع مستقبلاً الكل انتظره سنين طوالاً.
لماذا هذا العراك اليومي والدموي بين أبناء الوطن الواحد ما ان تهدأ تظاهرة حتي تشب أخري.. الكل يتعارض مع الكل والجزء أيضا يتعارض مع الجزء.. ولا تعرف من أولي بالقيادة ولا نعرف من نسير معه؟!
الثورة تقترب من نهاية عامها الثاني ولا أجد أي تغيير ملموس في حياتنا أو حتي تصور يهيئ للمجتمع فرصاً للتقدم للأمام بل أجد أن معوقات التقدم هي البارزة علي السطح وأن متفوهي الفضائيات هم الأبرز لأجْأجة الصراع وإحياء الماضي في ثوب آخر.
إننا نعيش لحظة زمنية فارقة في حياتنا لم نستطع أن نخرج من الماضي المؤلم رغم ثورتنا عليه والكل ظن أننا مقبلون علي مرحلة نقية يتحقق فيها الأمان والعدالة الاجتماعية وأننا سنأخذ بأسباب التقدم مثل الدول التي سبقتنا بالثورات ومهدت الأرض وأرست قواعد الانطلاق لمستقبل ينعم الجميع فيه بالاستقرار.
الماضي يحاصرنا والمطالب الفئوية تزداد والصراع أو الجدل البيزنطي بين التيارات السياسية ارتدي ثوبا شرسا حتي تاه الناس بين هذا وذاك فالكلام المعسول الكل يردده مثل الأغاني ولكننا لا نري أرضا تركن عليها الخطوة بثبات ووئام بين أبناء الوطن.
الناس تطالب والحكومة تستدين لسد حاجة الناس سواء من الخارج أو بفرض ضرائب حتي علي الكلام في الهواء ولو بقرش صاغ.. الكل يبحث في دفاتر الماضي ليشعل الحاضر أكثر ويتحدث عن الاستثمارات وهي مازالت غائبة عن الوعي وعن الواقع.
كيف ينهض الحاضر ويقوم من كبوته والماضي يصارعه ويوجه إليه اللكمات والطلقات ليقعده عن الحياة والعمل.
عندما جاء الإسلام دفع الذين امنوا بالله ورسُله وكُتبه من دمائهم وأموالهم وممتلكاتهم من أجل كلمة »لا إله إلا الله.. محمد رسول الله« فتوحدت القلوب لتنهي عصر الاستعباد والإذلال وتستنشق نسيم الحرية والعدالة فوقفوا صفا واحدا ضد الماضي المذل المتكبر وأخذوا منه ما يبني ويساعد في صناعة المستقبل الذي طالما يتطلعون إليه حتي جاء أمر الله.
إن لم نُصف أنفسنا من الكراهية ونضع أساساً يتوافق عليه الجميع من أجل بناء مصر ويشد بعضنا بعضا حتي وإن اختلفنا فكريا وعقائديا سيعود الماضي المؤلم بأشرس ما يكون ليسحق ليس الحاضر فقط بل سيشرد أبناء الوطن ويمحو كلمة مستقبل لهذا البلد المدين ماديا والفقير إنسانيا.