admin Admin
عدد المساهمات : 2245 نقاط : 4031 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 الموقع : تنمية مهارات العمل الاعلامى
| موضوع: من حلقة البرنامج الاحد 27/10/2012 السبت 20 أكتوبر 2012 - 23:10 | |
| لأنها رحلة مباركة تتوق إليها النفوس ويشتاق إليها كل المسلمين، كتب كثير من الشعراء عن رحلة الحج والمشاعر التي تجتاحهم عند زيارة بيت الله الحرام ومن ذلك نذكر قصيدة "يا راحلين إلـى منـى بقيـادي" حيث ذكروا في التاريخ أن عبد الرحيم البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع الصحراء وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي *** هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي *** الشوق أقلقني وصوت الحـادي وحرمتموا جفني المنام ببعدكـمي *** ا ساكنين المنحنـى والـوادي ويلوح لي مابين زمزم والصفـا *** عند المقام سمعت صوت منادي ويقول لي يانائما جـد السُـرى *** عرفات تجلو كل قلب صـادي من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور ونال كل مـرادي تالله ما أحلى المبيت على منـى *** في ليل عيد أبـرك الأعيـادي ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها *** وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء *** وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي يارب أنت وصلتهم صلني بهـم *** فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا *** مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم *** ومفـارق الأحـبـاب والأولاد صلى عليك الله يا علـم الهـدى *** ما سار ركب أو ترنـم حـادي ومن أشهر قصائد الحج قصيدة لابن القيم يقول فيها: ما والـذي حـج المحبـون بيتـه *** ولبُّوا له عنـد المهـلَّ وأحرمـوا وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـاً *** لِعِزَّةِ مـن تعنـو الوجـوه وتُسلـمُ يُهلُّـون بالبيـداء لبـيـك ربَّـنـا *** لك الملك والحمد الذي أنـت تعلـمُ دعاهـم فلبَّـوه رضـاً ومحـبـةً *** فلمـا دَعَـوه كـان أقـرب منهـم تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم *** وغُبراً وهـم فيهـا أسـرُّ وأنعـم وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبـة *** ولـم يُثْنهـم لذَّاتـهـم والتنـعُّـم يسيرون مـن أقطارهـا وفجاجِهـا *** رجـالاً وركبـانـاً ولله أسلـمـوا ولما رأتْ أبصارُهـم بيتـه الـذي *** قلوبُ الورى شوقـاً إليـه تضـرَّمُ كأنهـم لـم يَنْصَبـوا قـطُّ قبـلـه *** لأنّ شقاهـم قـد تَرَحَّـلَ عنـهـمُ فلله كـم مـن عـبـرةٍ مهـراقـةٍ *** وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدمُ وقد شَرقَتْ عينُ المحـبَّ بدمعِهـا *** فينظرُ من بيـن الدمـوع ويُسجـمُ وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة *** ومغفـرةً ممـن يجـودَ ويـكـرمُ فلله ذاك الموقـف الأعظـم الـذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ ويدنو بـه الجبـار جـلَّ جلالـه *** يُباهي بهـم أملاكـه فهـو أكـرمُ يقولُ عبـادي قـد أتونـي محبـةً *** وإنـي بهـم بـرُّ أجـود وأكـرمُ فأشهدُكـم أنـي غفـرتُ ذنوبهـم *** وأعطيتهـم مـا أمَّـلـوه وأنـعـمُ فبُشراكُم يا أهل ذا الموقـف الـذي *** بـه يغفـرُ الله الذنـوبَ ويرحـمُ فكم من عتيـق فيـه كُمَّـل عتقُـه *** وآخـر يستسعـى وربُّـكَ أكـرمُ
وفي قصيدة بعنوان "طواف الوداع" لابن الأمير الصنعاني كتبها متأثرا بفراق بيت الله الحرام نقرأ: وبات حجيج الله بالبيت محدقـاً ورحمة رب العرش ثمت تغشاه تداعت رفاقا بالرحيل فما تـرى سوى دمع عين بالدماء مزجنـاه لفرقة بيت الله والحجـر الـذي لأجلهما صعب الأمور سلكنـاه وودعت الحجاج بيـت إلههـا وكلهم تجري من الحزن عينـاه فللَّه كم باك وصاحـب حسـرة يـود بـأن الله كـان تـوفـاه فلو تشهد التوديع يومـاً لبيتـه فإن فراق البيت مـر وجدنـاه فمـا فرقـة الأولاد والله إنـه أمر وأدهى ذاك شيء خبرنـاه فمن لم يجرب ليس يعرف قدره فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه لقد صدعـت أكبادنـا وقلوبنـا لما نحن من مر الفراق شربنـاه والله لـولا أن نؤمـل عــودة إليه لذقنا الموت حيـن فجعنـاه
ما والـذي حـج المحبـون بيتـه *** ولبُّوا له عنـد المهـلَّ وأحرمـوا وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـاً *** لِعِزَّةِ مـن تعنـو الوجـوه وتُسلـمُ يُهلُّـون بالبيـداء لبـيـك ربَّـنـا *** لك الملك والحمد الذي أنـت تعلـمُ دعاهـم فلبَّـوه رضـاً ومحـبـةً *** فلمـا دَعَـوه كـان أقـرب منهـم تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم *** وغُبراً وهـم فيهـا أسـرُّ وأنعـم وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبـة *** ولـم يُثْنهـم لذَّاتـهـم والتنـعُّـم يسيرون مـن أقطارهـا وفجاجِهـا *** رجـالاً وركبـانـاً ولله أسلـمـوا ولما رأتْ أبصارُهـم بيتـه الـذي *** قلوبُ الورى شوقـاً إليـه تضـرَّمُ كأنهـم لـم يَنْصَبـوا قـطُّ قبـلـه *** لأنّ شقاهـم قـد تَرَحَّـلَ عنـهـمُ فلله كـم مـن عـبـرةٍ مهـراقـةٍ *** وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدمُ وقد شَرقَتْ عينُ المحـبَّ بدمعِهـا *** فينظرُ من بيـن الدمـوع ويُسجـمُ وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة *** ومغفـرةً ممـن يجـودَ ويـكـرمُ فلله ذاك الموقـف الأعظـم الـذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ ويدنو بـه الجبـار جـلَّ جلالـه *** يُباهي بهـم أملاكـه فهـو أكـرمُ يقولُ عبـادي قـد أتونـي محبـةً *** وإنـي بهـم بـرُّ أجـود وأكـرمُ فأشهدُكـم أنـي غفـرتُ ذنوبهـم *** وأعطيتهـم مـا أمَّـلـوه وأنـعـمُ فبُشراكُم يا أهل ذا الموقـف الـذي *** بـه يغفـرُ الله الذنـوبَ ويرحـمُ فكم من عتيـق فيـه كُمَّـل عتقُـه *** وآخـر يستسعـى وربُّـكَ أكـرمُ ما أهمية الحج فى الاسلام ؟ لا يخفى على وجدان كل مسلم ما للحج من أهمية قصوى وصولا إلى مرضاة من الله أولا:انه ركن من أركان الإسلام: وركن الشئ هو جانبه الأقوى وهذا هو الثابت من حديثه صلى الله عليه وسلم: ( بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا رسولا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا). ومن ثم فالحج احد تلك الأركان الخمسة التي ينبني عليها الإسلام ما اثر الحج فى علاقة الانسان بربه ؟ ثانيا:الحج يوثق العلاقة بين الحاج وبين رب العزة: ذلك أن الحج حينما يؤدي شعائر الحج يستشعر أنه فى معية الله فى بيته في هذه الأثناء تمحى له سجلات سيئاته وترفع عنه أوزاره وبطبيعة الحال لو أن إنسانا أكرم آخر فان الذى وقع عليه الكرم يحاول ان يتقرب الى من أكرمه ليزيد فى كرمه فما بالك إذا كان هذا الكرم من رب العباد جل فى علاه فلذا فان المسلم الصادق فى حجه تراه بعد الحج أصبح شخصا جديدا فى تصرفاته مع الآخرين فى معاملاته لأنه يستشعر بعظم ما من الله عليه من فضل ولا يريد أن يضيعه. ولماذا يتجرد الحجاج من زينة الحياة الدنيا ؟ ذلك حينما يرى الحاج جموع الحجيج يؤدون مناسك الحج متكاتفين بعضهم مع بعض فإنه يتذكر موقف الحشر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ومن ثم فإنه يعمد إلى أن يعد العدة لهذا اليوم فهو اليوم فى وقت السعة ولربما استطاع أن يستدرك معاصيه فى الدنيا فأنى له ذلك فى الآخرة خاصة وان الجميع يقف حفاة عراة ليكون هذا اليوم أشبه بيوم الحشر. وما علاقة الحج بالسلوك؟ ذلك أن الحج يعلم علم اليقين أنه حتى يصح منه الحج عليه أن يترك مساوئ الأخلاق فهو يعين على الصبر والتواضع واللين والامتناع عن الكذب وحسن الخلق والكرم والتعاون والعمل الجماعي المنظم وترك الخصومات والغيبة والنميمة كذلك فان الحاج يتعود على هجر للرفث وهو اسم يطلق على كل كلام فيه لغو أو همز أو لمز ويترك أيضا الفسوق وهو اسم لكل معصية ترتكب وقد نهى عنها رب العزة سبحانه وتعالى ويهجر الجدال وهو كثرة المراء والفجور فى الخصومة. وما اهمية الحج فى تعارف الانسان بأخيه الانسان ؟ ذلك لأننا مهما بذلنا من جهد فإننا لن نتمكن من حشد هذا الكم الهائل الضخم من شتى دول العالم على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وتوجهاتهم إلا فى أثناء فترة الحج قال تعالى فى محكم كتابه العزيز(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) فليس من المفترض من كل جماعة من أبناء الأمة الإسلامية أن تظل منغلقة على نفسها وإنما المفترض أن يتعارف أصحاب المهن واللغات والثقافات المختلفة بعضهم على بعض وصولا إلى انتشار كل جديد ومثمر وبناء بين الأمة بأكملها ولن يجد المسلمون مكانا أفضل من الذي تؤدى فيه شعائر الحج لحل ما بينهم من خلافات ونبذ ما بينهم من فرقة أرهقت الأمة لسنوات طوال وكانت سببا فى تمكن أعدائها منها. ما اهمية الحج غى تحقيق المساواة ؟ فالملك والرئيس والخادم وما بينهما كل يقف أمام الله عز وجل فى رداء واحد وثياب واحدة ومكان واحد لممارسة شعائر واحدة الكل هنا سواسية قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فالعبرة إذا بالتقوى وليس بغيرها من منصب أو جاه أو ما ماثل ذلك والله عليم بما فى النوايا خبير بصدق الأعمال. وما اثر الحج فى تحقيق المنافع؟ وهذه المنافع متعددة منها المنافع الدينية والمنافع الدنيوية كالتجارة مثلا والتسوق لأن الناس حينما يجتمعون ويتعارفون يتعاونون فيما بينهم فى تبادل السلع فيحققون السوق المشتركة التى يكون لها أثرها البناء فى تعاون المجتمع الاسلامى فى شتى بقاع الارض ئئئ بشرط عدم الانشغال عن مناسك الحج والانصراف الى تلك المنافع لان الأصل فى الحج إتيان المناسك على الوجه الذى نوضحه فى الحلقات القادمة. ا هـ
حجة الوداع بعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة ، وفُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من الهجرة ، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ، وأعلن ذلك ، فتسامع الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد الحج هذا العام ، فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يأتم به ، فخرج من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ، وانطلق بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة ، فاغتسل لإحرامه وادهن وتطيب ، ولبس إزاره ورداءه ، وقلد بدنه ، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما ، وواصل السير وهو يلبي ويقول : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، فلما قرب من مكة ، نزل بذي طوى ، وبات بها ليلة الأحد من اليوم الرابع من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم اغتسل ، ودخل مكة نهاراً من أعلاها ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل من إحرامه ، لأنه كان قارناً وقد ساق الهدي معه ، وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم يحلوا من إحرامهم ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء . وفي ضحى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المسلمين إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة - وهو موضع بالقرب من عرفات وليس من عرفات - ، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى نزل بنمرة ، ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن وادي عرنة ، وقد اجتمع حوله الألوف من الناس ، فخطب الناس خطبة جامعة ذكر فيها أصول الإسلام ، وقواعد الدين ، وكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم - : ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ). ، ثم أذن المؤذن ثم أقام فصلى بالناس الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى موقف عرفات ، فاستقبل القبلة ، ولم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ، وهنالك أنزل عليه قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( المائدة 3) . فلما غربت الشمس أفاض من عرفات ، وأركب أسامة بن زيد خلفه ، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : ( أيها الناس عليكم السكينة ) ، حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ، فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت ، ثم ركب ، حتى أتى المشعر الحرام - وهو موضع بالمزدلفة - ، فاستقبل القبلة ، ودعا الله وكبره وهلله ووحده ، ولم يزل واقفاً حتى أسفر الصبح وانتشر ضوء ه ، ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس ، وهو يلبي ولا يقطع التلبية ، وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات ، فلما وصل إلى منى رمى جمرة العقبة راكباً بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة . ثم خطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله عند الله وحرمة مكة على غيرها ، وأمرهم بالسمع والطاعة ، وأن يأخذوا عنه مناسكهم ، ويبلغوا عنه ، ونهاهم أن يرجعوا بعده كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض . ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، ثم أمر علياً أن ينحر ما بقي من المائة . فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحر الهدي استدعى الحلاق فحلق رأسه ، وقسم شعره بين من حوله من الناس . ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً ، وطاف بالبيت طواف الإفاضة ، وصلى بمكة الظهر ، ثم رجع إلى منى في نفس اليوم ، فبات بها ، فلما أصبح انتظر زوال الشمس ، فلما زالت ودخل وقت الظهر أتى الجمرات ، فبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ، يرمي كل جمرة بسبع حصيات ، ويكبر مع كل حصاة ، وفعل ذلك في بقية أيام التشريق ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق بمنى يؤدي المناسك ، ويعلم الشرائع ، ويذكر الله ، ويقيم التوحيد ، ويمحو معالم الشرك . وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ، فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ، وأقام هناك بقية يومه وليلته ، وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ونام نومة خفيفة ، وبعدها ركب إلى البيت ، فطاف به طواف الوداع ، ثم توجه راجعاً إلى المدينة . وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه ، بعد أن بين للمسلمين مناسكهم ، وأعلمهم ما فرض الله عليهم في حجهم ، وما حرم عليهم ، فكانت حجة البلاغ ، وحجة الإسلام ، وحجة الوداع ، ولم يمكث بعدها أشهرا ًحتى وافاه الأجل ، فصلوات الله وسلامه عليه
| |
|