قال سيد البشر وأكمل مخلوق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين» لقد فرضت الصلاة فوق السماء السابعة فى عالم الأنوار، العالم الذى لم يطأه بشر أو غير البشر حيث التقى العبد الكامل صلى الله عليه وسلم بالله ربه خالق كل شىء وخالق الأكوان وخالق ما نعلم وما لا نعلم كان اللقاء فى زمن فريد ربانى، فعرف سيدنا محمد حبيب الرحمن ومصطفاه ما لم يعرفه إنس ولا جن ولا ملك، عرف رسول الله عليه الصلاة والسلام من الله العليم القدير معرفة لا متناهية منها علوم للذات المحمدية من العلم المكنون ومنها ما أمر بتبليغه لعباد الله المؤمنين ومنها الصلاة التى هى تأكيد العبودية لله سبحانه وتعالى، تأتى الصلاة بعد الشهادة لتأكيد الصلة بين العبد وربه وإيمانه بما نطق به لسانه وأقر به قلبه، إنه التطبيق العملى لإيمان العبد بأن الله هو مالك الملك الإله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأنها وسيلة تمجيد الذات الإلهية المقدسة ووسيلة التقرب إلى الله العزيز القدير، إنها معراج يومى يتم على مدار الليل والنهار يلتقى فيه العبد بربه قلبياً يطلب العبد من خالقه ما يشاء والله هو العاطى الوهاب يجود على عباده من خزائنه التى لا حد لها ولا نهاية لنعمه سبحانه وتعالى، يسجد العبد على سبع وهذا يرمز إلى السموات السبع حيث الملائكة تعبد الله ولا تعصى له أمراً.
وفى جسم الإنسان 365 مفصلا كلها تسجد وتركع لله رب العالمين فتنال بركة القرب والمناجاة وتتم للعابد الصحة النفسية لأنه عرف ربه وهذا تطبيق للحديث النبوى الشريف «من عرف نفسه عرف ربه» فالذى يعرف أنه خلق من العدم وأن مقاليد السموات والأرض بيد الله وألا إله إلا الله وألا سجود إلا لله فبالتالى لا يتجبر ولا يتكبر ولا يكذب ولا يسرق ولا يعتدى على أحد بلسانه ولا بيده ولا بقلبه، فالله العليم بكل شىء ظاهر أو باطن يرى ويعلم وبالعدل الإلهى يحاسب الجميع، ولكنه يحب عباده المخلصين الطائعين ويجزل لهم عطاءه المنظور وغير المنظور، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
إن الأعمال الصالحة والصلاة بعد الصلاة تتراكم أنوارها على القلب وينجلى بها القلب ويقوى القلب بالحب لله ولرسوله الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا صلاة إلا بحضور قلب» وقال عليه الصلاة والسلام: «لا ينظر الله على صلاة عبد لا يحضر فيها قلبه مع بدنه».. فمن أتقن صلاة وأخلص لله فيها وفى أفعاله الأخرى شق طريقه إلى جنة الخلد.