الله يتمتع بخلقنا...اما الخلق فتتمتع بمشاكلها.........
فهل صحيح ان الانسان لا يستطيع أن يعيش دون أن يخلق هالة من المشاكل حوله ويستمتع عند الباسها لغيره ؟سؤال قد يدفعنا للضحك لكن جوابه نعيشه في كل لحظه...نعم فكل كائن مهما وصل بتطلعاته تجده يمتلك موهبة مخفية هي قدرته المبدعة لخلق المشاكل ...وهذا شيئ طبيعي فالانسان لا يستطيع ان يعيش بدون حركة وعمل فهو دائما السعي لخلق شيئ جديد يبعث فيه الرغبة لتحريك الركود الذي تعاني منه نفسه تمعن معي وستكتشف اني على حق ...فكر معي للحظة..هناك نوعان من الانشغال انشغال اجباري فرضته عليك اعباء الحياة وبالتالي ليس لديك الوقت لخلق المشاكل لكن تراكمات النفس المكبوتة وتخيلك أنك في مأمن من المشاكل... سيحولك لقنبلة من القهر تدمرك وتسبب بجروح لغيرك ...اما الحالة الثانيه التي تدعى عدم الانشغال التي تولد حالة من الملل أو الاحساس بالفراغ والضياع..فيسعى الانسان في هذه الحالة لخلق بعض انواع الحركة محاولا ملئ الفراغ الذي حدث في حياته لينتهي به المطاف بعد المحاولات لحالة من عدم ارضاء النفس اللأمارة فتسعى هذه النفس لخلق المشاكل محاولة اعطاء الطاقة لكيانها على حساب كيان الاخر ...منكرة بالتالي عيوبها وغير مدركة لنواقصها.....فكيف لانسان يعيش كل لحظة... شاكرا لعطائها وغير معترض لحرمانها ممعن بفحوى رسائلها ان يفكر في صنع المشاكل ..فهذا الانسان مستمتع بلحظة عدم الانشغال اي انه يعيش حالة تأمل حقيقية وهذا هو ما تتمناه كل نفس طامحة لملامسة نور الله هذه النفس تستمد طاقتها من ذاتها الكامنه لا من امتصاص طاقات الخلائق وابداعاتهم فهي مكتفية بذاتها مستمتعة بنواقصها وكمالها ....ففي اللحظة التي نتوقف فيها عن لوم انفسنا ولوم غيرنا ونرتقي بتفكيرنا ونؤمن أننا صنيع أفكارنا ونؤمن أن قدرنا آتي لا محال لكن اللطف به يأتي من ملاحظتنا لأقدارنا الصغيرة قبل أن تباغتنا أقدارنا الكبيرة وعندما نعي أننا فانون بأجسادنا ناجون بما حملته وطهرته أرواحنا عندها سنتوقف عن لوم أقدارنا وندخل دائرة النور التي لا عودة منها ....وعندها ستذوب المشاكل ببحر الرضى وستتعلق الارواح بحبل النجاة لتبحر بنا سفينة النور الى شاطئ النجاة اللأبدي