[size=24][u][b]ورده حمراء على درج نسمه
[size=24]كتبها وقدمها أستاذنا عبد الفتاح غنيم
حبيبة قلبى نسمه..الحزن يا نسمه هو ان ترحلى ولا ترحلى..ان تفارقى ولا تفارقى..ان تصمتى ويبقى صوتك فى[b] اذنى ..وان تغيبى وتبقى صورتك فى عينى..الحزن يانسمه هو ان ترحلى وتبقى انفاسك فى قلبى ..وان تختفى ويبقى طيفك يمزقنى..هو ان تصبحى مع الايام عينى التى ارى بهما، وهوائى الذى اتنفسه،ودمى الذى اعيش به...ثم انزفك عند الرحيل دفعة واحدة..
كلمات شاعرية من مجلة الحائط بمدرسة التعليم الاساسى بقرية الشيخ براهيم بمحافظة الشرقية كتبتها أبلة ناديه
-(الام):يا نسمه..يا ترى انتى فين يا نسمه؟..تعالى يابت فى حضن امك حبيبتك
..ااااااااااااااااه يا نسمه.زياحرقة قلبى عليكى يا ضنايا(بكاء)
هناك فى الجانب البحرى من قرية الشيخ براهيم وبجوار شجرة الورد الوحيدة فى القرية تجلس سيده فى الثلاثين من عمرها ما ان تتأمل فى ملامح وجهها تشعر وكأنك أمام سيدة فى الستين اكل الحزن اللون الاسود من شعرها تصوب نظراتها اليك ولكنها لا تراك ابيضت عيناها من كثرة البكاء ترتدى جلبابا اسودا وتربط رأسها بمنديل اسود وتجلس القرفصاء وتضع على ركبتيها حقيبة الادوات والكتب المدرسية وكأنها على موعد مع شخص طال انتظاره ..انها خديجه أحمد عبد العال
ونسمه كانت فى الثانية عشر من عمرها فتاه رقيقة وجميلة يحبها كل أهل الشارع لانها ودوده وذات وجه طفولى برئ ..فى البيت كالفراشه ..فى الشارع هى كيمامة بيضاء تكاد تطير على الارض تحب المدرسة وتحب الرسم تحب ابله ناديه
(أبله ناديه):انا كمان كنت بحبها قوى لأنها كانت تلميذة شاطرة،وعندها نبوغ مبكربالاضافه الى انها كانت قائد فريق الموسيقى بالمدرسة وحاصله على المركز الاول على المحافظة فى الاداء المسرحى ..كانت بنت زى النسمة ..متفوقة فى كل المواد ..وبتشارك فى كل الانشطة المدرسية
-..حسين محمد عبد الواحد هذا هو اسم ابيها يعيش مع أسرته فى بيت ريفى بسيط حجرتان وصالة وفى الخلف
حظيرة المواشى وأمام البيت شجرة توت كبيرة وفى الجانب البحرى شجرة ليمون وشجرة ورد بلدى كان قد زرعها يوم ولادة نسمة
-(الاب):انا فلاح على اد حالى عندى ست قراريط بازرع فيهم وجاموسة وبقرة والحال اهو ماشى وربنا هاديلى مراتى وعيالى ودى نعمة كبيرة ونسمة كانت اكبر عيالى هية البكريةوبعدها اتنين صبيان أحمد وصبحى
بدأت نسمة يومها كالمعتاد وصلت الفجر وانهت ما عليها من واجبات ثم دخلت الحظيرة مع امها لتساعدها فى حلب الجاموسة ثم ارتدت زيها المدرسى ووضعت حقيبة الكتب على ظهرها وذهبت الى شجرة الورد كعادتها واخذت وردة حمراء وحملت اناء اللبن لتسلمه الى عم سعيد صاحب دكان بيع اللبن وبالقرب منه يقع بيت أبلة نادية
-(أبه ناديه):افتكر انه كان يوم حد بعد ما سلمت اللبن خبطت عليا هى متعودة تروح المدرسة معايه ومتعودة كمان تدينى كل يوم وردة..نسمة فى اليوم دة كانت جميلة قوى وحاسة ان وشها فيه نور سألتها انت عندك اذاعة مدرسية قالتلى النهاردة يومها فى العزف على الاكسلفون فى السلام الجمهورى وهتقول كلمة الصباح
افتكر انها قالتلى انها عن الحفاظ على نهر النيل من التلوث
بعد ان انهت ام نسمة اعمال المنزل اعدت طعام الغداء لزوجها الذى يعد الارض لزراعة محصول الارزصنية الارز المعمر المطبوخ فى الفرن البلدى ودجاجة وزجاجة الماء المثلج وذهبت الى الحقل
_(الاب):هى فى اليوم دة جابت الغدا لكن غدا مش عادى الفار لعب فى عبى وقلت هى اكيد عاوزة حاجة..بعد الغدا قالتلى نسمة جايلها عريس وقالتلى علية وانا عارفهم ناس طيبين بس انا كان نفسى اكمل علام نسمة لكن امها قالتلى البنت كبرت وخراط البنات خرطها وجواز البنت سترة (وهو يبكى) لكن واللة انا كان نفسى اكمل علامها
_ عادت الام الى القرية وشغلها الشاغل ان تعد نسمة للجواز وهى فى طريقها الى البيت عرجت على بيت الست عيشة الماشطة
(أبو نسمة):انا طول عمرى كل ما أشوف عيشة الماشطة احس بقلبى ينقبض وكان دخولها البيت عندنا وش شؤم وياريتها ما دخلت ..المهم الماشطة جت تانى يوم الفجرية ومعاها منديل وفتحت المنديل وطلعت الموس وسنته على حتة جلدة معاها وقالت هاتولى شوية بن اكبس بيهم الجرح
وامها صحتها طبعا قايمة من النوم مش عارفة حاجة خدت منها العروسة اللى بتلعب بيها ومسكتها والماشطة طاهرتهاوكبست الجرح بالبن وادناها كيلو رز وكيس دقيق وفرخة
مالذى حدث بعد بعد ذلك ؟وهل من الضرورى ان تختن نسمة???!
(أحد الاهالى ):هيه عادتنا كدة فى الفلاحين البنت اول ما حد يتكلم عليها لازم نطاهرها كل بنات البلد كدة والبنت تتخطب بنت 12او 13 سنة اول ماتتم 14 تتجوز علطول
_وبعد ان انتهت عيشة الماشطة من مهمتها حملت خرج الزاد والزواد وركبت حمارتها سعيدة بما جنته هذا الصباح .......ودخلت الام لتذبح لنسمة الديك التى كانت تربية لهذة المناسبة ليعوض نسمة عن ما فقدته من دماء نتيجة عملية الختان
(صوت واحدة من القرية )
اللى حصل جالها نزيف ..عندنا الفرن البلدى ونكبس بيهم الجرح بيقف النزيف لكن مع نسمة ماوقفش النزيف
الدكتور:
البنت عندها نزيف من الصبح على ما جابوهالنا المستشفى المغرب كان عندها هبوط شديد بالاضافة الى ان الموس اللى الماشطة استخدمتة كان مصدىكان لازم حد يلحقها بحقنة تيتانوس لكن ده كله محصلش
،،،،فى صباح اليوم التالى الصمت يغلف قرية الشخ ابراهيم وفجأة شق هذا الصمت صوت ميكروفون جامع الشيخ براهيم ليعلن للقرية كلها وفاة نسمة حسين محمد عبد الواحد خرج كل سكانالقرية فى موكب مهيب الى المقابر فى انتظار وصول جثمان الرقيقة نسمة الكل على فمه وفى عينه سؤال واحد
_(واحد من القرية):ازاى ماتت؟واشمعنى نسمه اللى الموت يخطفها بدرى كده انا دماغى هتشت استغفر الله العظيم
9-تلاميذ وتلميذات المدرسه يقفون فى حلقات فى الطريق الى المقابر الكل بيكى حتى تحول البكاء الى نحيب بصوت مرتفع
(مدرس):الموقف كان صعب جدا والتلاميذ كلهم بيبكوا وأهل القرية كلهم بيبكوا والعيال بعد الدفنة قعدوا كلهم فى المقابر ومعاهم المصاحف وبيقرو فى صوت واحد ياسين والقرآن الحكيم ورفضوا يروحوا الممدرسة
10_وماتت نسمة البنت الرقيقة التى بكتها قرية الشيخ براهيم ليبقى السؤال ....من قتل نسمة؟؟؟؟
امها التى اصرت على ان تعدها لأ، تكون عروسا وجاهزة للزواج ؟
الست عيشة الماشطة التى ختنتها ؟
عادة ختان البنت فور تقدم أحد الشباب لخطبتها ؟
11_القانون الان يجرم ختان الاناث ويعرض الاب والام للمساءلة القانونية
(دكتور):اللى حصل مع الطفلة نسمة هو عملية بتر للعضو التناسلى منواحدة جاهلة البعض يعتقد ان الختان له علاقة بالعفه مش صحيح ومش كلام علمى يا جماعة ممنوع نهائى ختان الاناث الا فى بعض الحالات البنت بتبقى محتاجة الى مجرد تجميل للمكان والدكتور بس هو اللى يحدد ده...وده لا يمكن الا بعد سن 18 سنه الأعضاء بتكون نضجت والبنت بتكون اكتملت شخصيتها وتقدر تتحمل زواج ومسئوليات أسرة وأولاد ؟.. يعنى اية طفله عندها 12 سنه تحمل وتلد طفله حامل فى طفله ويعنى ايه تقدر تربيها طفله هتربى طفله....هذا ما قاله رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى الجامعى بالمنصورة
وماتت نسمة ولكنها مازالت حيه فى عقول وقلوب الصغار من زميلاتها الذين يقفون بخشوع أمام صورتها الملصقة فى مجلة حائط 6/1(سته أول) وبعد انتهاء اليوم الدراسى يشكلون مجموعات بصفة يومية تقوم بقذف بيت عيشة الماشطه بالحجاره
(مدرس بالمدرسة):
انا كمدرس بالمدرسة بفسر سلوك البنات ده مع انى طبعا رفضه بموجه من الغضب والتمرد بيعلنها كل بنات المدرسة ورفضهم لعادة ختان الاناث والسبب هو فقدان زميلتهم نسمة
واذا وصلت الى قرية الشيخ براهيم ستجدها هناك سيدة تتشح بالسواد تنظف الارض كل صباح تحت شجرة الورد البلدى ترش ارغصاانها واوراقها بالماء لتنظفها من غبار الطريق ثم تتكوم بجوار ساق شجرة الورد وعيونها تتفحص كل من يمر أمامها على الطريق وكأنها تفتش بينهم عن شخص ما
(الام):يا نسمه يا حبيبتى تعالى لأمك حبيبتك ياولاد محدش شاف فيكم نسمة؟ آآآآآآآآآآآه ياعنيه ابكى كمان وكمان على حبيبة قلبى..حبيبة قلبى اللى فاتتنى آآآآآآآآآه يا نسمه ردى على أمك..ردى على أمك يا حبيبتى
ومرت الايام والشهور ودرج نسمه لم يجلس عليه أحد وفى كل صباح تدخل ابله نادية فصل سته لتضع على درج نسمه وردة حمراء صغيرة