ضاع عمري في انتظار عريس .. فكرت في الانتحار
سيدتي أنا فتاة أبلغ من العمر 37 عاماً متوسطة الجمال وأعمل في وظيفة مرموقة ومن عائلة محترمة ولها وضعها واحترامها بين الناس وأنا محبوبة والحمد لله من الجميع كما أنني ميسورة الحال جدا مشكلتي تتلخص في أن أي عريس يتقدم لخطبتني طبعا عن طريق المعارف لا يعود مرة أخرى ولا يفتح الموضوع تانى نهائيا كل مراحل الخطبة والزواج بالنسبة لي تنتهي عند المقابلة الأولى برغم أنني وعائلتي نستقبل العريس في حدود الأصول وكما تنص عليه التقاليد المحترمة بين الناس كرهت حياتي وكرهت مجرد فقط أنى أعرف أنا هناك عريس يود التعرف عليا لأني كل مره أخشى ما يحدث دائما وهو الهروب بلا عوده ولا أستطيع أن أصف لكي كيف يكون شعوري عندما أرى بنات أقل منى بكثير في كل شيء ومع ذلك يعجب بها العريس ويتم الموضوع فكرت في الانتحار لكنى أؤمن بنصيبي وما كتبه ليا ربى ولكنى أتمنى معرفة السبب .
مجروحة - مصر
قبل كل شيء وأهم من أي شيء عليك أن تعلمي تماماً أن الزواج نصيب ورزق مقدر ومقسوم ، فلا الانتحار سيفيدك ويغير النصيب ولا القدر ولا السخط وعدم الرضا سيعجل به ، لكن الرضا التام بما قدر الله ، سيجعلك في حالة تصالح مع نفسك ومع ربك وسيجنبك كافة المتاعب التي تعيشينها الآن أنا أقدر تماماً حالتك وأعذرك ألف مرة ، لكن أمام حكم القدر علينا أن نرضي ونقنع ونعلم أن الله ما منع عنا إلا شراً ولا يدخر لنا إلا الخير وأن تأخير الزواج لحكمة هو وحده يعلمها وستعلمينها أنت لاحقاً .
و حتى يأتي النصيب ويحكم الله لك ، عليك أن تعيشي حياتك ويومك متفائلة مبتسمة مقبلة علي الحياة فلا تزيدي الأمر سوءاً بالاكتئاب والحزن ، وإلا فمن يراك لن يقبل عليك ابتسمي وامرحي واشتركي في أنشطة عديدة من حولك ولا تغلقي الباب علي نفسك في انتظار العريس ، وإلا فستضيعين الحياة بلا فائدة ولا العريس سيأتي ولا حياتك ستعيشين ، ولن ينالك من الدنيا سوي الحزن والاكتئاب ، الاكتئاب ذلك الداء الوحيد الذي يقتل صاحبه ، فالقطة المعروفة بطول عمرها والتي تتندر بذلك بقولنا إنها بسبع أرواح ، يقتلها الاكتئاب ، فلا تسمحي للحزن والكآبة بالتسلل إلي وحك وحافظي علي ما بقي لك من أمل في السعادة والحياة ـ فنحن نحزن ونكتئب ونعلم علم اليقين أن الحزن لا يفيد .
إن أفضل ما ميز به الله الإنسان عن سائر المخلوقات العقل والتفكير، وأنت لو أعملت العقل والفكر قليلاً لتبين لك أن ما تفعلينه لا طائل من ورائه ولا فائدة ترجي منه
من حقك أن تشعري بالمرارة والألم وأن تتمني الزواج والحياة السعيدة ، لكن ليس من حقك أن يطول بك أمد الحزن حتى يصل بك إلي الاعتراض علي ما قدر الله ، فلا تندمي عليم ن يذهب ولا يعود ورددي لنفسك أنه هو الخاسر ولست أنت وأن هناك بالتأكيد من يتمناك وسوف تلتقين به بالضرورة في وقت معلوم ومكان معلوم وقتها ستشعرين أنك كنت تعترضين بغير هدي وأنك كنت لا تعرفين عن الحياة الحقيقية أي شيء حين تكفين عن الانتظار وتكفين عن الاعتراض علي قضاء الله ، فابعدي تفكيرك عن الحزن والاكتئاب وقوي إيمانك بالله وقوي عزيمتك واصبري واحتسبي وانتظري جزاء الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب .
عواطف عبد الحميد
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي
تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك [b]