السيدة آسية بنت مزاحم إمرأة فرعون الملكة المؤمنة نشأت ملكة في القصور, واعتادت حياة الملوك, ورأت بطش القوة,وجبروت السلطان, وطاعة الأتباع والرعية.
<="" div="" border="0">
غير أن الإيمان أضاء فؤادها, ونور بصيرتها, فسئمت حياة الضلال,واستظلت بظلال الإيمان, وآمنت بالحق الذي جاء به موسي عليه السلام.. يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر إن الحق سبحانه وتعالي ضرب بها المثل للمؤمنين في قوله تعالي وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين, ولم يمنعها نعيم حياة القصور وزينة الحياة الدنيا عن أن تطلب الحق وتعرض عن الباطل وأن تؤمن بالله وتكفر بفرعون ومعتقداته, وقد توجهت إلي الله سبحانه وتعالي بدعاء صادق ورجاء خالص فقالت كما حكي القرآن الكريم عنها وطلبت النجاة من فرعون وحاشيته وأن يعوضها عن دار فرعون دارا في أعلي درجات الجنة, لكن لما علم فرعون بإيمانها, فما كان عقابها من الفرعون إلا أن ربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس, حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة علي ظهرها, فمن كان يصدق بأن الملكة التي كانت تعيش في أجمل القصور بين الخدم والحشم هي الآن مربوطة بالأوتاد تحت أشعة الشمس الكاوية, ومع ذلك فقد صبرت وتحملت الشقاء طمعا بلقاء الله عز وجل والحصول علي الجنة, وذلك لاعتقادها القوي بأن الله لا يضيع أجر الصابرين وقبل أن تزهق روحها الطاهرة وإحساسها بدنو أجلها دعت المولي عز وجل بأن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتا في الجنة ودعت ربها أن ينقذها من هذه الحياة, فاستجاب ربها دعاءها, وجعلها مثلا للذين آمنوا فما أعظمها من امرأة.[b]