في محكمة الأسرة كانت الجلسة مثيرة: الزوج في الأربعين من عمره، الدموع تسبقه وهو يحاول أن يتماسك ليحكي ما حدث... وقائع القضية مثيرة وأحداثها فريدة. فقد أكد الرجل أن زوجته جمعت بين زوجين، ولم يكن هذا الحدث هو المثير، لكن الأخطر أن السيدة هناء جمعت بين الزوجين في منزل واحد! كيف حدث ذلك؟ وكيف تمكنت هناء من أن تخدع زوجها ست سنوات كاملة؟ وما هي مفاجأة الطب الشرعي في نسب ابنتهما الوحيدة؟!
الجريمة العادية التي حدثت كثيراً من قبل هي ان زوجة تخدع زوجها بعض الوقت، ويكتشف الزوج أن زوجته متزوجة من آخر وهي على ذمته. لكن الجريمة غير العادية أن تجمع الزوجة بين الاثنين في بيت واحد! هذا ما فعلته هناء التي جمعت بين زوجيها في منزل واحد برضا أحدهما، وظل صاحب المنزل هو المخدوع طوال سنوات، بعدما أحسن استقبال غريمه وفتح له أبواب منزله طواعية، وهو يعتقد أنه خال زوجته، واكتشف في النهاية أنه يعيش خدعة كبرى.
لم يكف صابر عن البكاء طوال جلسات القضية وهو يتذكر الأحداث السابقة. كان يغمض عينيه للحظات وهو يتخيل المشاهد المؤلمة التي عاشها حينما كان يودع زوجته قبل سفره، ويطلب من خالها أن يرعى شؤونها في غيابه.
الآن فقط فهم معنى الابتسامة التي كانت ترتسم على وجهيهما عندما كان يغلق الباب ويتركهما معاً. والكارثة الكبرى هي ابنته سماح، التي لم تتجاوز عامها الثالث، فقد اكتشف صابر أنها ابنة الزوج الأول وليست ابنته!
مجموعة من الجرائم ارتكبتها هذه الزوجة الهاربة، التي لم تراع أي قواعد، ولم تهتم بنفسها. ولم يدر صابر كيف يقبل زوجها الأول،الذي ارتبط بهناء رسمياً أن يلعب هذا الدور.
الخال والد!
النيابة أصدرت قراراً باحضار هناء وزوجها بعدما هربا معاً وتركا الزوج المخدوع الذي ظن أنه أسعد زوج في الدنيا طوال ست سنوات، هي عمر زواجه بهناء التي قدمت له الحب المزيف طوال هذه السنين.
لم ينس صابر أنه هو الذي كان يطلب من غريمه أن يأتي أثناء سفره ليقيم مع زوجته، وتمنى أن يعثر على هناء حتى يقتلها، فالموت فقط هو الذي سيشفي غليل رجل تلقى من هناء عشرات الطعنات، وليتها أطلقت عليه الرصاص بدلاً من خداعه بهذه الطريقة!
البداية كانت قبل سنوات حين التقى صابر وهناء في مناسبة عائلية، فجذبه جمالها وأنوثتها وشخصيتها المميزة. وجد فيها المرأة التي يتمناها أي رجل رغم أنها مطلقة ولها تجربة فاشلة.
صارحها بحبه، طلبها للزواج، ترددت هناء لكنها وجدت نفسها محاصرة برجل يحبها بجنون، ووافقت بعد إلحاح من صابر على إتمام الزواج، كانت فرحته بلا حدود، وأعتقد أن حلمه تحقق بالارتباط بها، ولكنه لم يكن يعلم أنه دخل بقدميه إلى وكر الشيطان!
طار صابر فرحاً حين جاءت ابنته سماح الى الدنيا، وقرر أن يعمل ليلاً ونهاراً حتى يوفر لها ولزوجته حاجاتهما فضاعف ساعات عمله، وكان يقبل مأموريات السفر إلى محافظات مصر البعيدة من أجل الحصول على مكافآت مميزة.
بعد عامين من الزواج قدمت هناء لزوجها خالها حسين وأخبرته أنه كان يعيش خارج مصر وعاد قبل أيام ليستقر في القاهرة. أحسن الزوج استقبال الخال، ووافق على الفور على طلب الزوجة بأن يمضي حسين بضعة أيام معهما في الشقة حتى يوفر لنفسه مسكناً. [b]