في حياة كل منا وهم كبير اسمه الحب الأول.. هكذا قال الراحل إحسان عبدالقدوس معبرا عن حقيقة تلك الحالة التي مر بها كل مراهق ومراهقة وهم الحب الأول التي يتوهم فيها أنه يحب وهو في الواقع يحب الحب نفسه،
ولا يدرك ذلك إلا لاحقا عندما تنضج المشاعر ويترك عالم المراهقة وأحيانا يصاحب تلك المشاعر درجة من الإقبال علي المواقع الإباحية والأبحاث تشير إلي أن 70% من الذكور في المرحلة العمرية بين 15 ــ 17 عاما يبحثون عن تلك المواقع.
وحول أحاسيس ومشاعر البعض من الشباب والفتيات في هذه الفتره كانت هذه الفضفضة الصريحة منهم تقول منة 16 سنة: أعيش مشاعر بريئة وخاصة جدا نحو جاري الطالب الجامعي بكلية الهندسة, والذي يساعدني أحيانا في المذاكرة لما يصعب علي فهمه ويشجعني علي التفوق الدراسي لأنه مفتاح النجاح في الحياة عامة وهذه المشاعر لا يعلم بها أحد وكتمت مشاعري عن أقرب المحيطين حتي لا يفضح سري وأتمني أن تكتمل هذه المشاعر بنضج أكبر وتكلل بالارتباط في الوقت المناسب.
أما شيرين ثانية ثانوي فتصارحنا بمشاعر إعجاب قوية نحو مدرس اللغة الألمانية في المركز الذي تحصل فيه علي الدروس الخصوصية وتجتهد في الاستذكار حتي تحصل علي مجموع لائق وتكمل دراستها في مجال اللغات حتي تكون جديرة به.
في حين أن محمد عادل إعدادية يري أن الحب أو بالأدق الإعجاب أو الميل للآخر طبيعة سن إلا أنني لم أشعر بالمشكلة إلا منذ فترة قريبة, فمن المعروف أن هناك صداقة أو أنتمة كما يقال إلا أنني لم أمر بمشاعر حقيقية أو فعلية أو حتي إعجاب المراهقة ربما يرجع هذا لاتساع دائرة علاقاتي واهتماماتي إلا أني فوجئت بزملائي يتساءلون عن الفتاة التي أنا مرتبط بها وعندما أخبرتهم بأنه لا توجد لم يصدقوا في البداية وبعدها أشعروني بأني شخص غريب وتفكيري شاذ بل إن البعض تطوع بالقول إنني معقد وجبان ولم أهتم في البداية إلا أنني من ضيقي اختلقت لهم قصة وهمية حتي يبعدوا عني.
وتعد سمر 17 سنة حالة خاصة حيث اعترفت بأن الحب الحقيقي لن تشعر به في هذه السن إلا أنها تشعر بضعف شديد أمام كل كلمة حب أو إعجاب وتتعامل معها علي أنها حقيقة إلا أن الأمور لا تسير كما تهوي وتنتهي بفشل وقلب مكسور ورغم ذلك تقول أحب أن أعيش مشاعر الحب وأنا أحب ويشعرني الطرف الآخر بحبه.
وتقول إيمان أولي جامعة: والدتي الحبيبة والصديقة الجميلة صارحتها بمشاعر كنت أظنها حبا نحو أحد الزملاء بالنادي فتفهمت واحتوتني إلا أنها اشترطت علي المصارحة الكاملة حتي لا أخطئ وحتي تقف بجواري وكنا نتقابل بالنادي أو نتحدث تليفونيا إلا أننا بعد فترة أدركنا أن ما مررنا به ليس إلا مشاعر مراهقه وأنهينا العلاقة وبشكل محترم وأعتقد أن لمصارحة والدتي دور مهم في اجتياز هذه الفترة.
أما السيدة انتصار فتقول كلنا نستطيع الحديث بهدوء وديمقراطية طالما أن الأمر لا يمس أولادنا بشكل مباشر والجميع يدرك أننا أمام جيل خاص ومختلف ومشاعر الصحوبية أو الأنتمة موجودة بين الطرفين إلا أنني عندما علمت أن هناك علاقة إعجاب من ابنتي نحو أحد زملائها وجدتني أخبر شقيقها الأكبر الذي ضربها ومنعناها من الخروج او استخدام المحمول وكدنا نحرمها من أداء الامتحانات حتي ارتدعت عن هذا الأمر وأعلم أن الأمر ترك ذكري سيئة في داخلها إلا أني حتي لو عاد الزمن سأتصرف بالشكل نفسه.
أما أقوي المفاجآت فكانت من أحد الشباب الذي صارحنا أن زميليه بالمدرسة في الثانوي قد تزوجا عرفيا والشهود هم زملاؤهم بالنادي علي أساس أن يتم إعلان العلاقة بشكل رسمي وبعد الجامعة.
الحب الأول وهم كبير في حياة المراهق :
وتتواصل المشاعر والفضفضة فيقول أسامه 16 سنة ما أن شعرت بعاطفة قوية متبادلة نحو إحدي زميلاتي بالمدرسة خشيت علي حبي من أنظار الجميع ولم أصارح أحدا به واتفقت معها أن نحفظ مشاعرنا حتي لا نتهم بأننا مراهقون ومشاعرنا سريعة التبخر كما يقال ولا نتحدث إلا عن طريق المحمول ومن رقمين لا يعلمهما الآخرون الأهل أو الأصدقاء ونتقارب ونتناقش ونختلف ونتعاتب في كل الأمور خاصة أو عامة والهدف الأساسي أن تكون هذه المشاعر جسرا لتفوق أكبر في الحياة وقصة حب تتوج بالزواج لطرفين حددا هدفهما ويسعيان للنجاح.
ويشكو طارق 17 سنة من الأسطوانة المشروخة التي ألقاها عليه شقيقه الأكبر أن قصة حب 7 سنوات انتهت بالانفصال بينه وبين مطلقته بعد 7 شهور وأنه لا يوجد حب حقيقي إلا بعد التخرج من الجامعة والعمل والاستقرار إلا أني أري أن المشكلة لم تكن في سن المحب ولكن في جدية التعامل مع الحياة, فالحب وجيشان المشاعر من سمات مرحلتنا العمرية والحب الحقيقي هو الذي يصمد أمام الظروف العصيبة وجيلنا له خصوصية, فالعلاقات المفتوحه امامنا جعلتنا أكثر صدقا وصراحة مع النفس.
أما مجدي أولي جامعة فيري أنه لا يوجد شيء اسمه الحب ولكنه مصلحة بالدرجة الأولي فقد ارتبطت بإحدي الزميلات في الثانوي وكثيرا ما عاونتها في المذاكرة واستمعت لها في مشاكل أسرية وكنت أقرضها من مصروفي دون مقابل إلا أنها بعد الدراسة قطعت علاقتها بي لالتحاقها بإحدي الكليات وهناك وجدت بديلا آخر وكانت الطامة الكبري له حين شاهد دون أن يتعمد من خلال الفيس بوك الخاص بوالده أنه علي علاقة بإحدي السيدات ولم يستطع مصارحته ومن لحظتها تاكد أن الحب أكذوبة كبري.
وتقول د.هبة عيسوي أستاذة الأمراض العصبية والنفسية: إن الأمور تغيرت كثيرا عن السابق في هذه الآونة بالنسبة لمرحلة المراهقة فقد أصبحت المشكلة أكبر من السابق, حيث كانت فيما سبق أزمات المراهقة أو زواج المراهقات اليوم اضطرابات المراهقين زادت لأن الصراع زاد عن الأول بالنسبة للأسرة وللمراهق وأصبحت الأسرة أكثر تحكما فكل أبوين يرغبان أن يحقق أبناؤهم ما فشلوا فيه أو لم يحققوه وبالتالي ينعكس الإحباط علي الأبناء الذين يرون أن الوالدين يريدانهم صورة من أحلامهم وهو الأمر الذي أصبح مبالغا فيه الفترة الأخيرة,
والمراهقون اليوم في عالم مختلف مفتوح ــ الإنترنت والفضائيات ــ وهو ما يجعله أكثر عرضه للقلق بين ما يريد وما تراه الأسرة وينتابه أحيانا كثرة التقلبات المزاجية أو الانفعالات مع الأشقاء دون سبب واقعي لذا أري أن المتغيرات البيئية والمجتمعية المحيطة بالمراهق أصبحت مفرزة للعواطف عن ذي قبل وهناك حالة الإحباط التي قد تنتاب المراهق أحيانا وما قد يشعر به من رغبات جنسية ويعلم أن أمامه وقتا لكي يكبر ويستطيع الزواج بعد الدراسة والعمل ،
ولأن العوامل ضاغطة علي الشباب وقد يري البعض أنها علاقات بريئة نخرج من خلالها معا كأصدقاء نتبادل الرسائل ورنات المحمول والكثير من الأسر الواعية تتقبل هذا في إطار أنه تطور طبيعي وأنها فترة تتميز بتضخم المشاعر ولابد أن نقبل المراهق كما هو وبتغيراته وتقلباته وأن نتفهم خصائص المرحلة جيدا وأن نقيم صداقة أولية بيننا ليشعر بالاهتمام .
[b]