خطايا الهانم السبعة
بقلم: أمل فوزي
| عدد التعليقات:1
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
لقب السيدة الأولي تحول إلي بعبع يخيف المرشحين للرئاسة هذا ما لمسته من تصريحات بعض منهم حول دور زوجاتهم في الحياة العامة في حال فوزهم, فالدكتور سليم العوا المتزوج من المحامية وكاتبة قصص الأطفال
قال: إن دورها سيكون رعاية أسرته وأولاده الخمس ولن يكون لها أي دور في الحياة العامة والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كان له رأي شبيه في زوجته الدكتورة علياء طبيبة النساء والتوليد, حتي عمرو موسي والتي تعمل زوجته في العمل العام منذ سنوات طويلة كرر كلاما مشابها وقال باسما في أحد لقاءاته إن ليلي زوجته سيقتصر دورها علي أنها الجماعة,
وبالطبع فإن تلك التصريحات هي محاولة منهم للتنصل من السمعة السيئة التي تسببت فيها سوزان مبارك للقب زوجة الرئيس أو السيدة الأولي كما اصطلح أن يطلق عليها, وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن أن تتواري زوجة الرئيس عن الأضواء والعمل العام نهائيا ؟ وهل وجود دور لزوجة القائد أو الرئيس هو بالفعل أمر غير مستحب سواء في الإسلام أو في الحضارة والثقافة المصرية ؟
أما السؤال الأهم والذي قد يخشي الجميع من الإجابة عليه فهو: هل كل ما قامت به زوجة الرئيس السابق كان سيئا ؟ هل هي كانت فاسدة من الأساس أم أن ضعف زوجها جعلها تتصرف بالشكل الذي بدت عليه من تسلط في الفترة الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع؟
واقع الأمر أن بداياتها لم تكن تنبئ بما وصلت إليه في النهاية, وحسب حوار سبق وأجريته مع اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة في نهاية عهد الرئيس السادات وبداية حكم مبارك ,
أن مبارك نفسه كان خائفا ورافضا لأن تحاول زوجته لعب دور في الحياة العامة وكان خائفا من أن تكون مثل السيدة جيهان السادات (التي لم تمارس في الواقع واحدا من عشرة من السلطات التي حصلت عليها سوزان فيما بعد) وأذكر أنه قال لي: إن مبارك كان متضايقا من سطوة جيهان السابقة علي السادات وكان يريد أن تكون هناك حدود بينها وبين زوجته,
وقال لمدير المخابرات: لو طلبت شيئا نفذه لها بعيدا عني, أيضا حاول إبعاد النساء اللاتي يعملن في مجال العمل العام عن سوزان وعندما زارت سيدة شهيرة في هذا المجال زوجته ثم تناقلت ما تحدثت به معها في أماكن أخري, منعها من دخول منزله .
ومن يتابع سوزان في البداية يلاحظ أنها لم تنخرط في العمل العام سريعا وإنما ظلت لسنوات تعمل بتحفظ وفي حدود والحق يقال إن لها عدة مشروعات لو كانت قد اكتفت بها لاحتفظت بمكانة طيبة لدي المصريين, مثل القراءة للجميع, ومشروع المائة مدرسة بعد زلزال 1992 وكذلك مستشفي 57 للسرطان, الملاحظ أن هناك تحولا كبيرا حدث في تصرفاتها في النصف الثاني من التسعينيات بعد علاجها من سرطان الدم, وهو ما تواكب مع بداية بزوغ نجم نجلها جمال وذلك ما بين عامي 1999 و.2000
وتجسدت خطايا سوزان السبعة في تدخلها الواضح في شئون الحكم من خلال حرصها علي وجود جميع الوزراء حولها في حلها وترحالها وكأنها هي الرئيس ذاته وكذلك في سيطرتها علي جميع المناصب العامة المرتبطة بالثقافة والمرأة فهي رئيسة مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية ورئيسة الهلال الأحمر ورئيسة المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة ورئيسة مشروع المائة مدرسة وبالطبع حركة سوزان مبارك للسلام ومنع الاتجار في البشر
ولو فتشنا قليلا لوجدناها رئيسة لمواقع أخري عديدة, بل إنها كانت تتدخل في منح الشقق للأسر المحتاجة وفي تعيين القاضيات وفي سن القوانين الخاصة بالمرأة وفي تغيير حركة الدبلوماسيين إذا لم يعجبها زوجاتهم , هذا التكويش علي كل هذه المناصب عبر عن مدي نهمها للسلطة وكشف كذلك عن حالة الوهن الحقيقي الذي أصاب زوجها وبالطبع كانت هي أكثر الناس دراية به ,لذا عملت علي الدفع بابنها في منصب الرئيس للحفاظ علي سلطاتها دون حساب لعواقب ذلك عند الشعب المصري,
لو كانت اكتفت بالعمل الخيري دون إقحام نفسها في شئون الحكم لربما كانت الصورة مختلفة تماما الآن . ولكن هل معني ذلك أن زوجة الرئيس ينبغي أن تبتعد تماما عن المسئولية المجتمعية وأن تتواري عن الأنظار وهل هذا ما يريده ويحتاجه المجتمع بالفعل ؟ في رأيي أن زوجة القائد أو الرئيس لها دور سواء في الإسلام أو في مصر علي مر التاريخ وهو دور لم يكن يظهر إلا عندما يتعرض الزوج لأزمة ما بداية من أياح حتب والدة أحمس والتي قادت الجيش كأول امرأة في التاريخ تقوم بذلك بعد وفاة زوجها سقنن رع وكذلك شجرة الدر,
أيضا في عصر الرسول لعبت المرأة أدوارا بالغة الأهمية فالرسول قال عن السيدة عائشة خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء نسبة للون بشرتها ولم يقصر الأمر علي صحابته من الرجال, وكذلك في صلح الحديبية استشار أم سلمة زوجته في أمر كاد أن يفرق المسلمين وسمع لنصيحتها ودان بفضلها لتلك النصيحة, إذن لا الثقافة المصرية ولا الإسلام يرفضان لأن يكون هناك دور لزوجة الرئيس,
بل علي العكس فقد تكون هي المرآة التي تعكس له الكثير من الأمور الاجتماعية التي يضيق وقته عن دراستها ولكن ينبغي أن يكون دورها استشاريا وليس دورا حاكما كما أرادت أن تكون سوزان والأمر في كل الأحوال لا يعود إلي الزوجة بقدر ما يعتمد علي الرئيس ومدي حكمته وقوته وعدم وقوعه في زلات أو نزوات تجعله خاضعا لأي شخص من المقربين له, فيا أيها السادة المرشحون أرجوكم لا تظلموا المرأة في ظلمكم لزوجاتكم فالإصلاح لا يعني الإلغاء والتهميش, بيدكم تجعلون زوجاتكم صفية زغلول وبيدكم تجعلونها نسخه من الهانم السابقة.
نور الكلمات
{ ما أعظم الرجل الذي يحب زوجته, ويغمرها بعطفه ورعايته وحنوه وحمايته. مارتن لوثر كنج
{ خلق الرجل للقيادة والمرأة لإرشاده للطريق الصحيح. جوردون[b]