أغلب الظن أن صلاح ــ عبدالحليم حافظ فى
فيلم «الوسادة الخالية» ــ
لم يحاول التعرف على الميكانيزم الذى حرك مشاعره تجاه سميحة (لبنى عبدالعزيز)
وجعله يقع فى غرامها من أول نظرة،
واكتفى بذلك الإحساس اللذيذ الذى يضاعف ضربات قلبه ويلجلج لسانه ويحمّر وجهه كلما رأها.
لكن العلماء لا يعترفون بهذه المشاعر
التى لا يمكن اكتشاف كنهها ...
دون اخضاعها لتجارب معملية، وعليه، فقد أجروا تجارب وأشعات مقطعية على المخ،
اكتشفوا خلالها أن هرمون الدوبامين
هو المسئول عن الإعجاب من النظرة الأولى.
ووفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية
فان هرمون الدوبامين
يلعب دورا مهما فى السلوكيات،
وهو المسئول عن حب المجازفة والمخاطرة
والشعور بالاكتفاء والرضا،
وهو مصدر الإحساس بالسرور
بعد وجبة دسمة أو مباراة كرة قدم شيقة.
ومن ثم فإن مشاعر الحب الرومانسية
تكون مصحوبة بمراكز العاطفة فى المخ
وتحديدا فى المناطق المسئولة عن سلوك الإدمان
مثل إدمان المخدرات، والقمار .
فالحب يعطل بعض الأجزاء المرتبطة
بالعواطف السلبية فى المخ،
مثل الحكم الاجتماعى والتقييم
مثل تقييم نوايا الناس ومشاعرهم.
بالنسبة للعلم فان الحب ليس عاطفة محددة
ولا تستخدم منطقة محدده فى المخ،
فهى تجعل الفرد يستخدم الوقت والموارد بشكل أفضل.
ويعتقد أن الحب من أول نظرة
هو البداية القصوى
لعملية الارتباط الرومانسى التقليدى.
علماء المخ والأعصاب توصلوا إلى معرفة
العلاقة بين الحب والدماغ،
حيث خلصوا إلى أن الحب
يدفع الدماغ إلى إفراز هرمون
أطلق عليه اسم هرمون الحب،
يعبر عن اللحظات السعيدة
وينشط الذهن، ويحمر الوجه،
ويعرق اليدين، ويخفق القلب.
والشعور بالحب
يدفع الدماغ إلى إنتاج كميات زائدة
من هرمون الدوبامين،
لنقل الإشارات المتعلقة بالشعور بالراحة والانتشاء،
فيشعر المحبوب وهو بين يدى حبيبه بنشاط لا يقاوم، وسعادة غامرة.
أما «السيروتونين»
فهو هرمون مضاد للكآبة،
والحب يزداد إفرازه لتحقيق النشاط اللازم،
خاصة لدى النساء اللواتى يتواجد عندهم الهرمون
بنسبة أقل من النساء الأخريات،
وبذلك يساعدهن على تجنب الكآبة
التى تلازمهن وتدفعهن فى أحيان كثيرة
إلى السقوط فريسة لمرض الاكتئاب.
كما يتدخل فى الشعور بالحب أيضا هرمونا «الأدرينالين» و«النورادرينالين»،
اللذين ينشطا ويزداد إفرازهما من الغدة الدرقية
حين نفاجأ بموقف ما يحدث استثارة للجهاز العصبى،
وغالبا ما يصاحب إفراز هذين الهرمونين
احمرار فى الوجه، وتسارع ضربات القلب،
وتعرق الجسم،
وهى حالات كثيرا ما ترافق العشاق،
سواء عند رؤية المحبوب، أو سماع اسمه،
أو الاجتماع به فى لقاء حميمى.
وكذلك «الأوكسيتوسين»
والمعروف بهرمون الراحة النفسية والبدنية، المسبب للإحساس بالدفء والأمان، والذى يزداد إفرازه بكميات وفيرة عند الشعور بالحب،
فقد كشف العلماء أنه
وراء الإحساس بالسعادة لدى الأزواج المتوافقين،
لأن تلك الأوقات الحميمة التى يقضيها الرجل مع زوجته تساهم فى تنشيط مستقبلات
«الفاسوبريسين»
هرمون الإخلاص، أو هرمون اختيار الشريك.
كما تفرز غدتان فى مقدمة الرأس
مادة تشعر بالراحة والاسترخاء تؤدى إلى الإدمان،
ما يفسر بقاء الأزواج معا لمدة طويلة
قد تستمر إلى نهاية العمر .[b]